أخرج البخاري عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد قبلي، نُصرت بالرعب مسيرة شهر، وجُعِلتْ لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة".
بلاغة التعبير النبوي الشريف "بخمس" ترجع إلى أن هذه الصيغة لها دلالات كثيرة، أولًا: أن التنكير في "خمسًا" يدل على التعظيم أي فهذه "خمس" عظيمة لا تكون إلا لعظيم، وليس هناك في البشر أعظم من محمد -صلى الله عليه وسلم- رسوله العظيم، وثانيًا: أن التنكير هنا أيضًا يدل على العموم والشمول، فيدخلُ في الخمس غيرها مما اختص الله به نبينا محمدًا -صلى الله عليه وسلم، مما ورد في أحاديث أخرى، سواء دخل بعضها في مفهوم كل واحدة من الخمس مثل:"أعطيت مفاتيح الأرض، وجعلت أمتي خير الأمم"؛ فإنهما يدخلان في مفهوم الثانية في هذا الحديث، وهي:"جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا" وهكذا، أو دخل في مفهوم العموم بصفة عامة، لأن ذكر