أخرج البخاري عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- وقد غزا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ثنتى عشرة غزوة قال: أربع سمعتهن من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأعجبنني
وآنفنني:"ألا تسافر امرأة مسيرة يومين ليس معها زوجها أو ذو محرم، ولا صوم يومين، الفطر والأضحى، ولا صلاة بعد صلاتين، بعد العصر حتى تغرب الشمس، وبعد الصبح حتى تطلع الشمس، ولا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام، ومسجدي، ومسجد الأقصى".
التصوير الأدبي في بلاغة التعبير بأسلوب القصر والتأكيد، للدلالة على عظيم الحظر لها، ولا يصح التجاوز إلى غيرها مطلقًا، وذلك في صورتين بليغتين، الأولى في قوله:"ألا تسافر امرأة مسيرة شهر ليس معها زوجها أو ذو محرم"، فقد اتخذ الحديث الشريف أسلوب القصر والحصر، لا يتجاوز إلى غيره، حين قصر على الزوج وذي المحارم فقط المرافقة للزوجة في سفرها، فلا يتجاوزه إلى الأجانب الذين تحل لهم زواجها، لما في ذلك من خطر شديد على المرأة المسافرة سفرًا بعيدًا يستغرق يومين، حتى لا يخدش شرفها ولا يهدر دمها، لضعفها وقلة حيلتها، لأنها موطن الفتنة والطمع، فكان الإسلام حريصًا عليها في الحفاظ على نفسها وعرضها ومالها، وكذلك أسلوب القصر في السفر إلى المساجد الثلاثة: المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، فقد اقتصر إنشاء السفر والرحلة عليها فقط، فلا يصح تخصيص السفر لغيرها، للدلالة على عظيم حرمتها وسمو منزلتها عند الله، وعظيم الأجر والثواب، فجاء أسلوب القصر والتأكيد في قوله:"ولا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام ومسجدي ومسجد الأقصى".
التصوير الأدبي في بلاغة الأسلوب النبوي الشريف، الذي يعتمد على عناصر بلاغته الجميلة، منها تسليط النفي على النكرة وهي صيام، مضافة ليومي الفطر والأضحى، وتخصيصًا للدلالة على تحريم الصوم في عيدي الفطر والأضحى، فقد هيأهما الله تعالى يتمتعون فيهما، وهم