فرحين مبتهجين بالأكل والشرب والمرح، بعد صيام شهر كامل في عيد الفطر، ويتمتعون أيضًا بعد فريضة الحج المقدسة بالأطعمة الفاخرة والنسك من الأضاحي في عيد الأضحى، وكذلك التعبير بتسليط النفي على النكرة المقيدة بصلاة الصبح والعصر فقط، حتى الشروق والغروب؛ فلا توجد هنا صلاة مشروعة، فكان المراد صلاة النافلة والتطوع التي ينشئها المتطوع من عنده، وذلك لمخالفة الكفار الذين يسجدون للشمس وقت الشروق والغروب صباحًا ومساءً، لإخلاص العبادة والتقديس لله وحده لا شريك له.
التصوير الأدبي في بلاغة التعبير عن المساجد الثلاثة، التي تشد إليها الرحال سفرًا وتعظيمًا لها، ولا يصح ذلك لغيرها، سواء أكانت مساجد أو غيرها على وجه التقديس والعبادة، كما جاء في الحديث الشريف:"لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام ومسجدي هذا ومسجد الأقصى"؛ فقد جاء التفصيل بعد الإجمال في ثلاثة، وأخذ يفصلها بذكر أسمائها وبترتيبها على قدر مكانتها عند الله تعالى وعند المسلمين، وعلى فظاعة حرمتها، وسمو منزلتها، وعظيم ثواب الطاعة والعمل والعبادة فيها، فالصلاة في المسجد النبوي بألف صلاة كما في الحديث الشريف:"صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام"، والصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة كما في الحديث الشريف "وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة في هذا"، أي: المسجد النبوي، وصلاة في المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة كما في الحديث الشريف:"والصلاة في المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة"، وتأمل بلاغة إضافة المسجد إلى الحرام، فهي تعظيم لحرمته وتقديس لمكانته:{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ} ، ثم بلاغة إضافة مسجد إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في "مسجدي"، وجاءت إضافة