للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[من لم يدع قول الزور]

أخرج الجماعة غير مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عنه قال: "قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به؛ فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".

بلاغة التصوير الأدبي في قوله: "من لم يدع قول الزور والعمل به" ترجع إلى عناصر الجمال في دقة الأسلوب، من روافد الإمتاع والتأثير في الوجدان والنفس، والإقناع الشامل بالدليل الواضح والحجة الدامغة؛ فعبر بمن الشرطية لإفادة أمرين، أحدهما: أن "من" تدل على العموم فتشمل كل إنسان رجلًا أو امرأة، صائمًا أو غير صائم، حاكمًا أو محكومًا، في حقوق الله أو في حقوق العباد، صغيرًا أم كبيرًا، لأنه لم يقيد قول الزور وعمله بالرجل أو المرأة وبالصائم أو المفطر، ولا بالحاكم أو المحكوم، فأتى بلفظ يشمل هؤلاء جميعًا فلا فرق بين الرجل والمرأة، إلا أن الأخيرة في الشهادة يكون معها غيرها مقابل الرجل قال تعالى: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} إلى قوله تعالى: {وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} ،

<<  <   >  >>