أخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد حتى يذهب عنه النوم؛ فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يستغفر فيسب نفسه".
التصوير البلاغي في هذه الصورة الأدبية:"إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد حتى يذهب النوم" يرجع إلى أسرار بلاغية، تضفي جمالًا وسحرًا على الأساليب الفنية الآتية:
١- فالصورة الفنية في عبارة "إذا نعس" تدل على تحقق النعاس، ولا يكفي فيه مجرد الشك أو الخوف أو الترقب أو الإحساس أو التخمين أو الفرض أو الاحتمال؛ فإن ذلك كله لا يكون سببًا في انصراف المصلي عن صلاته بل يجب أن يتيقن من تغشي النعاس على سبيل اليقين فعلًا، فلا يستطيع أن يقاومه أو يدفعه، وهذا ما يفيده التصوير "بإذا"، التي تدل على اليقين بخلاف التعبير "بإن" التي تفيد الشك والاحتمال فيما لو قيل: "إن نعس أحدكم".
٢- الصورة البليغة في قوله:"أحدكم وهو يصلي" تدل على أن هذا الحكم عام لا يختص بالرجال فحسب، فلم يقل: نعستم أو نعستنّ، وإنما عبر عن الجميع "بأحد" ليشمل الرجال والنساء والصغار والكبار والقوي والضعيف من باب التغليب، ثم انظر إلى الصورة الفنية الثالثة في قوله:"وهو يصلي"، جاءت في موقع الحال من الناعس؛ لتدل على أن هذا الحكم خاص بالمصلي وحده، لا ينطبق على كل ناعس، بل الحكم مقيد ومختص بالناعس في الصلاة.
وتدل أيضًا، على أن الدعاء أثناء الصلاة بالخير أو الشر يكون أكثر