قبولًا واستجابة من الدعاء خارج الصلاة، لأنها تنقل المصلي إلى الحضرة الربانية، ليخاطب ربه مباشرة، بعد أن انقطع عما حوله بقوله الله أكبر من كل كبير، وأولى من غيره، مهما كانت منزلة المصلي قبل الصلاة وبعدها.
٣- وكذلك الصورة الفنية في بلاغة التعبير بقوله:"فليرقد حتى يذهب عنه النوم" ترجع إلى أسرار جمالية نابعة من طرق الأسلوب العربي البليغ الذي يدل على التوازن، وترتب النتائج على المقدمات، في تصوير فني جذاب شيق غير جاف، بل يعتمد على إثارة العاطفة والشعور والوجدان بأسلوب الشرط في قوله:"إذا نعسك أحدكم" على سبيل التحقيق، وبين أسلوب الجزاء الذي صير النتيجة أمرًا حتميًا، فأصبح واجبًا لا بد من تنفيذه وتحقيقه وهو ألا يتم صلاته، بل يجب أن يتركها وينصرف عنها لوقت اليقظة، ليدل أسلوب الجزاء في قوله:"فليرقد" على الأمر والإلزام، ولا يكفي من النوم، غفوة أو غفوتان، بل لا بد من الراحة التامة، حتى يذهب عنه النوم وهذا ما يدل عليه التصوير الفني بقوله:"حتى" الغائية للصورة الفنية في قوله -صلى الله عليه وسلم:"حتى يذهب عنه النوم" أي لتحقيق الغاية من النوم المريح.
وإنك لتعجب من هذا التصوير الأدبي الرائع في بلاغة التعبير عن عدم ضبط الإدراك؛ ليقطع المصلي الحضور الرباني مع الله سبحانه في الصلاة بسبب النعاس، وذلك في قوله:"فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يستغفر، فيسب نفسه" في تصوير فني تنوعت أساليبه البلاغية، التي تدل على سماحة الإسلام وحرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على أمته، ومحبته لهم ورحمته بهم، حتى لا يتعرضوا لما يضرهم، لذلك جاء التصوير الفني على سبيل التوكيد أولًا في قوله:"فإن أحدكم"؛ ليحثهم على اتباع ما أمرهم به بلا تردد أو إنكار، وثانيًا: تكرار التوكيد في صورة