رُوِيَ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"إني لا أخاف على أمتي مؤمنًا ولا مشركًا، أما المؤمن فيمنعه الله بإيمانه، وأما المشرك فيُقْمِعُه الله بشركه، ولكني أخاف عليكم كلَّ منافق الجَنان، عالم اللسان، يقول ما تعرفون ويفعل ما تنكرون" تعددت روايته.
في هذا الحديث الشريف تصوير أدبي بليغ للنماذج البشرية في ثلاث صور بليغة؛ فأما الصورة الأولى: فلا يخاف منها النبي -صلى الله عليه وسلم- على أمته من بعده وهي التعبير البلاغي عن المؤمن فقال:"فأما المؤمن فيمنعه إيمانه"، ليكون له حارسًا أمينًا وصادقًا على اللسان والقلب، في النية والقول والعمل، فلا يقول ما لا يفعل، ولا يظهر ما لا يخفي، ولا يتلون بألوان مختلفة، بل يخلص القلب واللسان والعمل لله وحده، فيعبر عنه بصدق وأمانة وإخلاص، لا يأتي هؤلاء بوجه، ولا هؤلاء بوجه، قال تعالى:{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} ، وأما الصورة الثانية: التي لا