التصوير الأدبي في القول النبوي الشريف:"وما فاتكم فأتموا" فقد جمعت هذه العبارة الموجزة من روافد التصوير وعناصره ما يعبر عن قيم تشريعية كثيرة كالنسق الموسيقي بين الشرط والجزاء لتحريك العاطفة وتعمير العقل والوجدان، ليكون أكثر فهمًا وتحصيلًا واقتناعًا وإيمانًا، ثم عبر عن الغائب بلفظ يدل على العموم وهو "ما" ليتسع لأي مقدار من الفائت، مهما قل أو كثر، فهما سواء في تحقيق ثواب الجماعة، كما دل عليه جواب الشرط في قوله:"فأتموا"، بمعنى أكملوا الصلاة وحدكم. ولدلالة التمام على كمال الصلاة وثواب الجماعة، وفيه دلالة أيضًا على أن ما أدركه المأموم مع الإمام هو آخر صلاته، وعلى المأموم أن يقرأ السورة بعد الفاتحة، لأنها أول الصلاة حتى لا يفوته ثوابه، قال أبو حنيفة بالجهر، واستحب الشافعي عدم الجهر، وفيه دلالة أيضًا على أن صلاة الجماعة تحصل بالركوع الأخير، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه أبو بكرة -رضي الله عنه- أنه انتهى إلى النبي وهو راكع قبل أن يصل إلى الصف؛ فذكر ذلك للنبي فقال:"زادك الله حرصًا ولا تعُد".
القيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف:
١- الحرص على السكينة والوقار في الإتيان إلى الصلاة بلا جلبة أو صخب.
٢- تنبه المصلي لما يحدث في المسجد من غير كلام وهو في الصلاة لا يفسد صلاته.
٣- تعليم الإمام الأحكام للمأموم إذا وقعت منه مخالفة.
٤- إدراك الجماعة يتم لمن أدرك أي جزء من الصلاة قبل التسليمة الأولى.
٥- ذهب الجمهور إلى أن من أدرك الركوع فقد أدرك الركعة كما في هذا الحديث، وقيل لا تحسب ركعة لفواته القيام وقراءة الفاتحة.
٦- بالإضافة إلى ما ذكر في التصوير النبوي من الحديث الشريف.