بالعيد الأسبوعي بكمال الزينة، وتمام مظاهر الجمال والحسن ابتهاجًا بالعيد، وذلك في صورة فنية بليغة، منها إيثار الفعل المضارع في قوله:"يستن" و"يمس" للدلالة على تكرار الاستنان بالسواك كثيرًا في اليوم وتجديده، واستمراره، وتكرار مس الطيب والمسك كثيرًا في اليوم، وتجديده واستمراره، وخاصة في يوم الجمعة عيد المسلمين، لدلالة صيغة المضارع في الوضع اللغوي على التجدد والحدوث والاستمرار، ومنها دلالة معنى الفعل "يستن" على تدليك الأسنان بالسواك أو غيره؛ لأن الأسنان مشتقة من سنّ واستنَ والاستنان وغيرها؛ فلا يلزم السواك في جميع الأحوال، ويصح غير السواك من الفرشاة مقترنًا بالمعجون، على العكس من السواك دون اعتماد على شيء، وما أشبه ذلك؛ لأن الفعل يدل على موضع الاستنان وليس السواك، وأما حديث السواك:"لولا أن أشق عليكم لأمرتكم بالسواك عند كل صلاة"؛ لأنه لم يوجد آنذاك إلا هو، والأمر مختلف بعد ذلك؛ فقد تنوعت أشكاله حسب التقدم الحضاري، الذي لا يتعارض مع حضارة الإسلام المتجددة، وإن كان السواك أفضل لاحتوائه على مواد تقتل البكتريا، ومنها الصورة البلاغية في التعبير عن التطيب بالرائحة الزكية في معنى الفعل "يمس" من الطيب أو المسك وما شابه ذلك من كل طيب كزيوت الورود والياسمين والفل وغيرها، والاقتصار على المس دون الدهان ولا السيلان؛ ولا الإغراق والشمول ولا الإسراف فيه، فإن ذلك يضر بالجلد، وربما تنشأ عنه أنواع من الحساسية، وغيرها من الأمراض الجلدية كما نبه إلى الطيب الحديث الشريف، لذلك يكفي مجردُ المس الرقيق واللطيف الخفيف، وتلك هي بلاغة النبي -صلى الله عليه وسلم- وجوامعُ كلمه التي تصور الإلهامات الربانية، يتميز بها من بين البشر جميعًا. "إن وُجد" أي الطيب دفعًا للحرج، لأنه لا يتيسر لكل الناس، بينما السواك ميسور ومتاح للجميع، حتى بالإصبع الخشنة، إن لم يجد.