للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والبيت الحرام واحد، والعقيدة واحدة، والعاطفة الإسلامية واحدة، ولأن الأمة كالجسد الواحد، قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ} .

وكذلك الصورة الفنية في قوله: "وأكل ذبيحتنا" بالإضافة إلى ضمير الجلالة ورسوله الكريم، للدلالة على أن اللحم لا بد أن يكون مشروعًا، وليس كأي لحم من حيث حله وجنسه ونوعه وشروطه وذكر اسم الله عليه، وليدل على الترابط والوحدة بين بني الإنسان، قال تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} .

التصوير الأدبي في بلاغة التعبير بقوله: "فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله"، فاسم الإشارة هنا "وذلك المسلم" يدل على تعظيم من أدى هذه المناسك على النحو المشروع، فهو يستحق الثواب العظيم والرعاية من الله تعالى ورسوله الكريم في الدنيا والآخرة، ويستحق شرف المعاهدة مع الله ورسوله في وعدهما بالأمن والأمانة والحفظ والرعاية والأجر العظيم، والله لا يخلف الميعاد: {إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} ، وفي الحديث القدسي الشريف "من أدى الصلاة لوقتها وحافظ عليها، ولم يضيعها فله عليَّ عهد أن أدخله الجنة، ومن لم يؤدها لوقتها ولم يحافظ عليها؛ فليس له علي عهد إن شئت عذبته، وإن شئت غفرت له" وأكد هنا العهد بتكرار الذمة مع الله ورسوله؛ لأنه كان يكفي الاقتصار على ذكرها مرة واحدة لقوله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} .

التصوير الأدبي في بلاغة التعبير في قوله: "فلا تخفروا الله في ذمته"؛

<<  <   >  >>