يستوجب الفريضة؛ لذلك كان الفاعل حكمًا هنا، وليست ليس الذات العلية، وإنما هو الصائم، لأن في الصيام مصلحته وسعادته، فالله غني عن عباده، فهم محتاجون إليه.
التصوير البلاغي في قوله:"تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين"، فترجع الأسرار البلاغية فيه إلى عناصر جمالية تضفي على الأسلوب النبوي الشريف الروعة والجمال والقوة والتأثير والإقناع، منها: بناء الأفعال الثلاثة للمجهول لا للمعلوم في "تفتح، وتغلق، وتغل" للدلالة على عموم الفاعل؛ ليدل على أن الإخلاص في هذه الفريضة وكمالها، يكون هو السبب الرئيس في ذلك. فهو الذي يفتح أبواب الجنة، ويغلق أبواب جهنم، ويسد مجاري الشياطين في النفس، ويشمل عوالم أخرى تعلمها كالملائكة وخزنة الجنة وجهنم، وعوالم لا نعلمها يسخرها الله عز وجل لفتح الجنة وغلق جهنم وغل الشياطين، {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} ، ويدل التصوير الأدبي أيضًا على أن جميع أبواب الجنة تفتح للصائم، وأولها باب الريان الخاص بالصائمين، فلا يدخل منه غيرهم، وتغلق دونه أيضًا جميع أبواب جهنم، وتغل جميع أنواع الشياطين، فلا يدخل منه غيرهم، وتغلق دونه أيضًا جميع أبواب جهنم، وتغل جميع أنواع الشياطين المختلفة من شياطين النفس من الأبالسة وشياطين الجن الشريرة؛ وشياطين النفس الذاتية، وهي الميل والهوى والشهوة، وفي الحديث الشريف:"لا يصوم عبد يومًا في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفًا" فما بالك بالشهر كله، وبشهور رمضان العمر كله، اللهم بلغنا رمضان ولا تحرمنا أجره العظيم.
التصوير الأدبي في بلاغة التعبير في قوله:"فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم"؛ فالتنكير في "ليلة" للدلالة على تعظيم