للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مع منع الحق، وردّ السائل، وليس اليسار مما يمدح به مدحا حقيقيا؛ ألا ترى كيف يقول أشجع السّلمى «١» :

يريد الملوك مدى جعفر ... ولا يصنعون كما يصنع

وليس بأوسعهم فى الغنى ... ولكنّ معروفة أوسع

ومن عيوب المدح قول أيمن بن خريم أيضا فى بشر بن مروان «٢» :

فإن أعطاك «٣» بشر ألف ألف ... رأى حقّا عليه أن يزيدا

وأعقب مدحتى سرجا خلنجا ... وأبيض جوز جانيّا عنودا «٤»

وإنّا قد رأينا أمّ بشر ... كأمّ الأسد مذكارا ولودا

جميع هذا الكلام جار على غير الصواب، إلّا فى ابتداء وصفه فى التناهى فى الجود، ثم انحطّ إلى مالا يقع مع الأول موقعا وهو السّرج وغيره. وأتى فى البيت الثالث بما هو أقرب إلى الذّم منه إلى المدح، وهو قوله:

وإنا قد رأينا أمّ بشر ... كأمّ الأسد مذكارا ولودا

لأنّ الناس مجمعون على أنّ نتاج الحيوانات الكريمة أعسر وأولادها أقلّ. كما قال الأول «٥» :

بغاث الطّير أكثرها فراخا ... وأمّ الصّقر مقلات «٦» نزور

ومن عيوب المدح قول بعضهم- هو عبيد الله بن الحويرث- لبشر بن مروان:

إنّى رحلت إلى عمرو لأعرفه ... إذ قيل بشر ولم أعدل به نشبا

فنكّر الممدوح وسلبه النباهة؛ وكان ينبغى أن يقول: ليعرفنى.

<<  <   >  >>