محمد «١» إنّ الحاسدين حشود ... وإنّ مصاب المزن حيث تريد
ليس النصف الأول من النصف الثانى فى شىء.
وقريب من ذلك قول الطالبى:
قوم هدى الله العباد بجدّهم ... والمؤثرون «٢» الضيف بالأزواد
ومن الشعر المتلائم الأجزاء المتشابه الصدور والأعجاز قول أبى النجم:
إنّ الأعادى لن تنال قديمنا ... حتّى تنال كواكب الجوزاء
كم فى لجيم من أغرّ كأنّه ... صبح يشقّ طيالس الظّلماء
ومجرّب خضل «٣» السنان إذا التقى ... زحف بخاطرة الصدور ظلماء
وكقول القطامى «٤» :
يمشين رهوا فلا الأعجاز خاذلة ... ولا الصّدور على الأعجاز تتّكل
فهنّ معترضات والحصى رمض «٥» ... والريح ساكنة والظلّ معتدل
إلّا أنّ هذا لو كان فى وصف نساء لكان أحسن؛ فهو كالشى الموضوع فى غير موضعه.
وينبغى أن تتجنّب إذا مدحت أو عاتبت المعانى التى يتطيّر منها ويستشنع سماعها، مثل قول أبى نواس «٦» :
سلام على الدّنيا إذا ما فقدتم ... بنى برمك من رائحين وغادى
وإذا أردت أن تأتى بهذا المعنى فسبيلك أن تسلك سبيل أشجع السلمى فى قوله:
لقد أمسى صلاح أبى علىّ ... لأهل الأرض كلّهم صلاحا
إذا ما الموت أخطأه فلسنا ... نبالى الموت حيث غدا وراحا