يردّ «١» الفتى بعد اعتدال وصحّة ... ينوء إذا رام القيام ويحمل
فهذه الأبيات جيدة السبك حسنة الرصف.
وفيها:
فلا الجارة الدّنيا لها تلحينّها «٢» ... ولا الضيف فيها إن أناخ محوّل
فالنّصف الأول مختلّ؛ لأنه خالف فيه وجه الاستعمال «٣» ؛ ووجهه أن يقول:
فهى لا تلحى الجارة الدنيا، أى القريبة.
وكذلك قوله:
إذا هتكت أطناب بيت وأهله ... بمعطنها لم يوردوا الماء قيّلوا «٤»
هذا مضطرب لتناوله المعنى من بعيد. ووجه الكلام أن يقول: إذا دنت إبلنا من حىّ ولم ترد إبلهم الماء قيلوا من إبلنا. والقيل: شرب نصف النهار.
وأشدّ اضطرابا منه قوله:
وما قمعنا فيه الوطاب وحولنا ... بيوت علينا كلها فوه مقبل «٥»
ووجه الكلام: أن يقول: لسنا نحقن اللبن فنجعل الأقماع فى الوطاب، لأنّ حولنا بيوت أفواههم مقبلة علينا، يرجون خيرنا؛ فاضطرب نظم هذه الأبيات لعدو لها عن وجه الاستعمال.