للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقول الآخر:

إذا ما الغانيات برزن يوما ... وزجّجن الحواجب والعيونا

العيون لا تزجّج، وإنما أراد وكحّلن العيون.

ومنها «١» أن يأتى الكلام على أنّ له جوابا فيحذف الجواب اختصارا لعلم المخاطب؛ كقوله عزّ وجلّ: وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ، أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً

أراد لكان هذا القرآن، فحذف.

وقوله تعالى: وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ

، أراد لعذّبكم.

وقال الشاعر:

فأقسم لو شىء أتانا رسوله ... سواك ولكن لم نجد لك مدفعا

أى لرددناه.

وقوله تعالى: لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ

، فذكر أمة واحدة ولم يذكر بعدها أخرى، وسواء يأتى من اثنين «٢» فما زاد.

وكذلك قوله تعالى: أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً

، ولم يذكر خلافه، لأنّ فى قوله تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ

دليلا على ما أراد.

وقال الشاعر:

أراد فما أدرى أهمّ هممته ... وذو الهمّ قدما خاشع متضائل «٣»

ولم يأت بالآخر.

وربما حذفوا الكلمة والكلمتين، كقوله تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ

<<  <   >  >>