للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

فإن أغش قوما بعده أو أزرهم ... فكالوحش يدنيها من الآنس المحل

وقول الآخر:

والدّهر يقرعنى طورا وأقرعه ... كأنه جبل يهوى إلى جبل

وقول الآخر:

كم من فؤاد كأنّه جبل ... أزاله عن مقرّه النّظر

وقد يكون التشبيه بغير أداة التشبيه؛ وهو كقول امرىء القيس «١» :

له أيطلا ظبى وساقا نعامة ... وإرخاء سرحان وتقريب تتفل «٢»

هذا إذا لم يحمل على التشبيه فسد الكلام؛ لأنّ الفرس لا يكون له أيطلا ظبى ولا ساقا نعامة ولا غيره مما ذكره، وإنما المعنى له أيطلان كأيطلى ظبى وساقان كساقى نعامة. وهذا من بديع التشبيه؛ لأنه شبّه أربعة أشياء بأربعة أشياء فى بيت واحد، وكذلك قول المرقش «٣» :

النّشر مسك والوجوه دنا ... نير وأطراف الأكفّ عنم

فهذا تشبيه ثلاثة أشياء فى بيت واحد.

وضرب منه آخر، ومنه قول امرىء القيس «٤» :

سموت إليها بعد ما نام أهلها ... سموّ حباب الماء حالا على حال

فحذف حرف التشبيه.

ثم نورد هاهنا شيئا من غرائب التشبيهات وبدائعها، ليكون مادة لمن يريد العمل برسمنا فى هذا الكتاب؛ فمن بديع التشبيه قول امرىء القيس «٥» :

<<  <   >  >>