وقوله «١» :
قرت بقرّان عين الدين وانشترت ... بالأشترين عيون الشّرك فاصطلما «٢»
فهذا مع غثاثة لفظه وسوء التجنيس فيه يشتمل على عيب آخر، وهو أن انشتار العين لا يوجب الاصطلام، وقوله «٣» :
إن من عقّ والديه لملعو ... ن ومن عقّ منزلا بالعقيق
وقوله «٤» :
خشنت عليه أخت بنى خشين
وهذا فى غاية الهجانة والشناعة.
وقد جاء فى أشعار المتقدمين من هذا الجنس نبذ يسير منه قول امرىء القيس «٥» :
وسنّ كسنّيق سناء وسنّما ... ذعرت بمدلاج الهجير نهوض «٦»
ولم يعرف الأصمعى وأبو عمرو معنى هذا البيت، وقال الأعشى «٧» :
وقد غدوت إلى الحانوت يتبعنى ... شاو مشلّ شلول شلشل شول
تبعه مسلم بن الوليد، فقال «٨» :
سلّت وسلت ثم سلّ سليلها ... فأتى سليل سليلها مسلولا
وقال أبو الغمر يصف السحاب:
نسجته الجنوب وهى صناع ... فترقّى كأنه حبشىّ
وقرى كل قرية كان يقرو ... ها قرى لا يجف منه قرىّ
وهذا مستهجن لا يجوز لمتأخر أن يجعله حجة فى إتيان مثله؛ لأن هذا وأمثاله شاذ معيب، والعيب من كل أحد معيب، وإنما الاقتداء فى الصواب لا فى الخطأ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute