فقوله:«غير مفسدها» إتمام المعنى، وتحرز من الوقوع فيما وقع فيه ذو الرمة فى قوله «٢» :
ألا يا سلمى يا دار مىّ على البلى ... ولا زال منهلّا بجرعائك القطر
فهذا بالدعاء عليها أشبه منه بالدعاء لها؛ لأن القطر إذا انهل فيها دائما فسدت؛ ومن العجب أن ذا الرّمة كان يستحسن قول الأعرابية- وقد سألها عن الغيث، فقالت:«غيثا ماشئنا» ، وهو يقول خلاف ما يستحسن.
ومن التتميم قول الراعى:
لا خير فى طول الإقامة لامرىء ... إلّا إذا ما لم يجد متحوّلا
ونحوه قول الآخر:
إذا كنت فى دار يهينك أهلها ... ولم تك مكبولا بها فتحوّل
وقول الآخر:
ومقام العزيز فى بلد الذّلّ ... إذا أمكن الرحيل محال
فقوله:«إذا أمكن الرحيل» تتميم؛ وقول النّمر:
لقد أصبح البيض الغوانى كأنما ... يرين إذا ما كنت فيهنّ أجربا
وكنت إذا لاقيتهنّ ببلدة ... يقلن على النّكراء أهلا ومرحبا
فقوله:«على النكراء» تتميم؛ ولو كانت بينه وبينهن معرفة لم ينكر له منهن أهل ومرحب.
وقول الآخر:
وهل علمت بيتنا إلّا وله ... شربة من غيره وأكله
فقوله:«من غيره» تتميم؛ لأن لكل بيت شربة وأكلة من أهله.