جماليّة لو يجعل السّيف عرضها ... على حده لا ستكبرت أن تضوّرا «٢»
فقوله:«على حده» تتميم عجيب.
ويدخل فى هذا الباب قول الآخر:
وقلّ من جدّ فى أمر يطالبه ... فاستصحب الصبر إلا فاز بالظفر
وقول الخنساء «٣» :
وإنّ صخرا لتأتمّ الهداة به ... كأنه علم فى رأسه نار
فقولها:«فى رأسه نار» تتميم عجيب؛ قالوا: لم يستوف أحد هذا المعنى استيفاءها، وهو مأخوذ من قول الأعشى «٤» :
وتدفن منه الصالحات وإن يسىء ... يكن ما أساء النار فى رأس كبكبا «٥»
إلا أنها أخرجته فى معرض أحسن من معرض الأعشى، فشهر واستفاض، وخمل معها بيت الأعشى ورذل، وهذا دليل على صحة ما قلنا من أنّ مدار البلاغة على تحسين اللفظ، وتجميل الصورة. وقول الآخر:
ألا ليت النهار يعود ليلا ... فإنّ الصبح يأتى بالهموم
حوائج لا نطيق لها قضاء ... ولا ردّا، وروعات الغريم