للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عنم «١» يكاد من اللّطافة يعقد

وعرف أنه عيب «٢» خرج وهو يقول: دخلت يثرب فوجدت فى شعرى صنعة، فخرجت منها وأنا أشعر العرب؛ أى وجدت نقصانا عن غاية التمام.

وأخبرنا أبو أحمد عن أبى بكر الصولى، قال: كان ابن الأعرابى يأمر بكتب جميع ما يجرى فى مجلسه، قال: فأنشده رجل يوما أرجوزة أبى تمام فى وصف السحاب على أنها لبعض العرب:

سارية لم تكتحل بغمض ... كدراء ذات هطلان محض

موقرة من خلّة وحمض ... تمضى وتبقى نعما لا تمضى

قضت بها السماء حقّ الأرض «٣»

فقال ابن الأعرابى: اكتبوها، فلمّا كتبوها قيل له: إنها لحبيب بن أوس؛ فقال: خرّق خرّق «٤» ، لا جرم إن أثر الصّنعة فيها بيّن.

وقال الفرزدق القصائد تصنّعا؛ أى معابا ومنقصة عن حدّ الإحسان.

وقوله: بعيدا عن التعقيد. والتعقيد، والإغلاق، والتقعير سواء. وهو استعمال الوحشىّ، وشدة تعليق الكلام بعضه ببعض؛ حتى يستبهم المعنى. وقد ذكرنا أمثلة ذلك فيما تقدّم، ونذكر هاهنا منها شيئا:

فمثال الوحشىّ قول بعض الأمراء وقد اعتلّت أمّه فكتب رقاعا وطرحها فى المسجد الجامع بمدينة السلام: صين امرؤ ورعى، دعا لامرأة إنقحلة «٥» مقسئنّة، قد منيت بأكل الطّرموق؛ فأصابها من أجله الاستمصال، أن يمنّ الله عليها

<<  <   >  >>