والمجد لا يرضى بأن ترضى بأن ... يرضى المعاشر منك إلّا بالرّضا «٥»
وبلغنا أنّ إسحاق بن إبراهيم سمعه ينشد هذا وأمثاله عند الحسن بن وهب؛ فقال: يا هذا، لقد شدّدت على نفسك. والكلام إذا كان بهذه المثابة كان مذموما.
وقوله: غنيّا عن التأمل؛ أى هو مستغن لوضوحه عن تأمّل معانيه، وترديد النّظر فيه. كقول بعضهم لصديق له: وجدت المودّة منقطعة، ما دامت الحشمة عليها مسلّطة، ولا يزال سلطان الحشمة إلا بملكة المؤانسة.
ومما يؤيّد ما قلناه قول الجاحظ: من أعاره الله عزّ وجلّ من معونته نصيبا، وأفرغ عليه من محبته ذنوبا «٦» ، حبّب إليه المعانى، وسلّس «٧» له نظام