ألا ليتنا يا عزّ من غير ريبة ... بعيران نرعى فى خلاء ونعزب «١»
كلانا به عرّ فمن يرنا يقل ... على حسنها جرباء تعدى وأجرب
نكون لذى مال كثير مغفل ... فلا هو يرعانا ولا نحن نطلب
إذا ما وردنا منهلا هاج أهله ... إلينا فلا ننفكّ نرمى ونضرب
فقالت له عزّة: لقد أردت بى الشقاء الطويل، ومن المنى ما هو أوطأ من هذه الحال. فهذا من التمنّى المذموم.
ومن ذلك أيضا قول الآخر «٢» :
سلّام ليت لسانا تنطقين به ... قبل الّذى نالنى من خبله قطعا «٣»
فدعا عليها بقطع لسانها.
ومثله قول عبد بنى الحسحاس «٤» :
وراهنّ ربّى مثل ما قد وريننى ... وأحمى على أكبادهنّ المكاويا «٥»
ومن ذلك قول جنادة «٦» :
من حبّها أتمنّى أن يلاقينى ... من نحو بلدتها ناع فينعاها
لكى يكون «٧» فراق لا لقاء له ... وتضمر النفس يأسا ثم تسلاها
فإذا تمنّى المحبّ لحبيبته الموت فما عسى أن يتمنّى المبغض لبغيضته؟ وشتّان بين هذا وبين من يقول:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute