للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ألّا ليتنا عشنا جميعا وكان بى ... من الداء ما لا يرعف الناس مابيا

فهذا أقرب إلى الصواب. ولو أن جنادة كان يتمنّى وصلها ولقاءها لكان قد قضى وطرا من المنى ولم تلزمه الهجنة، كما قال العباس بن الأحنف «١» :

فإن تبخلوا عنى ببذل نوالكم ... وبالوصل منكم كى أصبّ وأحزنا

فإنى بلذّات المنى ونعيمها ... أعيش إلى أن يجمع الله بيننا

ومن المختار فى ذكر المنى قول الآخر:

منى إن تكن حقّا تكن أحسن المنى ... وإلّا فقد عشنا بها زمنا رغدا

أمانىّ من ليلى حسان كأنّما ... سقتك بها ليلى على ظمأ بردا

وقول الآخر:

ولما نزلنا منزلا طلّه النّدى ... أنيقا، وبستانا من النّور حاليا

أجدّ لنا طيب المكان وحسنه ... منى فتمنّينا فكنت الأمانيا

وقال الآخر:

فسوّغينى المنى كيما أعيش به ... ثمّ امسكى المنع ما أطلقت آمالى

على أن عنترة ذمّ جميع المنى حيث يقول «٢» :

ألا قاتل الله الطّلول البواليا ... وقاتل ذكراك السنين الخواليا

وقولك للشىء الّذى لا تناله ... إذا هويته النّفس: يا ليت ذا ليا

وقيل أيضا:

إنّ ليتا وإنّ لوّا عناء

ومن الفاسد قول النابغة «٣» :

ألكنى يا عيين إليك قولا ... ستحمله الرّواة إليك عنّى

<<  <   >  >>