مفترش كافتراش اللّيث كلكله «١» ... لوقعة كائن فيها لكم جزر «٢»
فأردت أن تغرى به فعظّمت أمره، وهوّنت أمر بنى أمية.
ومن اضطراب المعنى ما أخبرنا به أبو أحمد عن مبرمان، عن أبى جعفر بن القبسى «٣» ، قال: لما قتلت بنو تغلب عمير بن الحباب السلمى أنشد الأخطل عبد الملك والجحّاف السلمى عنده «٤» :
ألا سائل الجحّاف هل هو ثائر ... بقتلى أصيبت من سليم وعامر
فخرج الجحّاف مغضبا حتى أغار على البشر- وهو ماء لبنى تغلب- فقتل منهم ثلاثة وعشرين رجلا، وقال «٥» :
أبا مالك هل لمتنى مذ حضضتنى ... على القتل أو هل لامنى لك لائم
متى تدعنى أخرى أجبك بمثلها ... وأنت امرؤ بالحقّ ليس بعالم
فخرج الأخطل حتى أتى عبد الملك، وقد قال «٦» :
لقد أوقع الجحّاف بالبشر وقعة ... إلى الله منها المشتكى والمعوّل
فإلّا تغيّرها قريش بمثلها «٧» ... يكن عن قريش مستماز ومزحل «٨»
فقال له عبد الملك: إلى أين يا بن اللخناء «٩» ؟ فقال: إلى النّار. فقال. والله لو غيرها قلت لضربت عنقك! ووجه العيب فيه أنه هدّد عبد الملك، وهو ملك الدنيا بتركه إياه والانصراف عنه إلى غيره. وهذه حماقة مجردة، وغفلة لا يطار غرابها. ثم قال «١٠» :