للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقول امرىء القيس «١» :

وأركب فى الرّوع خيفانة ... كسا وجهها سعف منتشر

شبّه ناصية الفرس بسعف النخلة لطولها، وإذا غطى الشعر العين لم يكن الفرس كريما.

وقول الحطيئة «٢» :

ومن يطلب مساعى آل لأى ... تصعّده الأمور إلى علاها

كان ينبغى أن يقول: من طلب مساعيهما جز عنها وقصّر دونها، فأما إذا تناهى إلى علاها فأى فخر لهم؛ فإن قيل: إنه أراد به [أنه] يلقى صعوبة كما يلقى الصاعد من أسفل إلى علو، فالعيب أيضا لازم له؛ لأنه لم يعبّر عنه تعبيرا مبينا.

وقول النابغة «٣» :

ماضى الجنان أخى صبر إذا نزلت ... حرب يوائل منها كل تنبال

التنبال: القصير من الرجال، وليس القصير بأولى بطلب الموئل من الطوال؛ وإن جعل التّنبال الجبان فهو أبعد من الصواب؛ لأن الجبان خائف وجل اشتدت الحرب أم سكنت.

والجيد قول الهمدانى:

يكرّ على المصافّ إذا تعادى ... من الأهوال شجعان الرّجال

وقول المسيب بن علس «٤» :

فتسلّ حاجتها إذا هى أعرضت ... بخميصة سرح اليدين وساع

وكأنّ قنطرة بموضع كورها ... وتمدّ ثنى جديلها بشراع «٥»

وإذا أطفت بها أطفت بكلكل ... نبض الفرائص مجفر الأضلاع

<<  <   >  >>