قلتُ: وهذا بعضُ ما وَقفْنا عليهِ، وما غابَ عنّا، ولم نطلعْ عليهِ قد يكونُ أكثرَ من ذلك ونعودُ لكتابِنا هذا، وهو شرحُ الإمامِ الحافظ أبي الفِداء عمادِ الدين: إسماعيلَ بنِ الشيخ أبي حفصِ شهابِ الدين عمرَ بنِ كثيرٍ القرشيِّ البُصروريِّ الأصل، الدِّمَشْقيِّ النَّشأةِ والتعليمِ، وتفقّهَ بالشيخِ برهانِ الدين الفَزاريِّ الإمامِ العلامةِ الذي ذَكَرُناهُ في جملةِ من شرَحَ التنبيهَ، وسمعَ الحديثَ من عيسى بن المُطعمِ، ومن أحمدَ بنِ أبي الطالب المُعمَّر الشهيرِ بابنِ الشّحنةِ، ومن القاسم بنِ عَساكير وغيرِهم، ولازم الشيخَ جمالَ الدين المِزِّيِّ صاحبَ تهذيبِ الكمَالِ، وأطرافِ الكتبِ الستّةِ، وانتفعَ بهِ وتزوّجَ بابنتِهِ، وقرأَ على شيخِ الإسلام العلّامةِ: تقيِّ الدين ابنِ تَيْمّيةَ، وانتفعَ بعلومِهِ، وكذا على الشيح الحافظ المؤرّخِ شمسِ الدين الذهبيِّ وغيرِهم، وهو رحمهُ الله أشهرُ مِن أنْ يُعرَّفَ وأغنى من أن يُشادَ بهِ ويُنَوَّهَ بفضلِهِ، فهو صاحبُ التفسير المعروفِ باسمِهِ، والذي وصفَهٌ العلماءُ بأَنهُ لم يُؤَلَّفْ على نمطِهِ مثلُهُ، ولَهُ:" البدايةُ والنهايةُ "، وهو تاريخُ كبيرٌ ومفيدٌ جداً اعتمدَ فيهِ على القرآنِ الكريمِ والأخبارِ الصحيحةِ وبيَّنَ الغرائبَ والمناكيرَ، ثمَّ كتابُ " التكميلِ في معرفةِ الثقاتِ والضعفاءِ والمجاهيلِ "، وهو من أجمعِ كتبِ الجَرْحِ والتعديلِ جمعَ فيهِ بين كتابيْ شيخيهِ المزّيِّ، والذهبيِّ وهما كتابا " تهذيب الكمالِ "، و " ميزانِ الاعتدالِ في نقدِ الرجالِ "، ولَهُ كتابٌ ضَخمٌ كبيرٌ في الحديثِ هو:" كتابُ الهَدي والسَّننِ في أحاديث المسانيدِ والسُّننِ " المعروف: بجامعِ المَسانيد، جمَعَ فيهِ مُسْندَ الإمامِ أحمدَ، والبزّارِ، وأبي يَعلى، و"معجم الطبراني الكبير"، معَ الكتبِ الستّةِ، ورَتَّبَهُ على المسانيد، لكنّه لم يدرج فيه مسانيد الكبار ولا مسانيد العشرة المبشرين بالجنة. ولهُ كتابٌ كبيرٌ في الأَحكام لم يَكْمُلْ وصَلَ فيهِ إلى الحجّ، ولهُ طبقاتُ الشافعيّةِ ومناقبُ الشافعيِّ، وشرحٌ للبخاريّ لم يُكمِلْهُ، وخرَّجَ أَحاديثَ مُخْتَصرِ ابنِ الحاجبِ واختصَرَ كذلك كتابَ ابنِ الصّلاحِ في علومِ الحديثِ، ولهُ كتابُ المُقدّماتِ، ومسندُ الشَّيخينِ، والسيرةُ النبويّةُ، واختصرَ كتابَ " المَدْخَلِ " للبيهقيِّ، ورسالة في الجهادِ وغيرِها، ومنها كتابُنا هذا، الذي هو من أكمل وأنفعِ الشروحِ لكتابِ التنبيهِ الذي عرَّفنا بهِ وبأهميتِهِ، وقد بيّنَ رحمهُ اللهُ شَرْطَهُ في ذلكَ وأحسنَ البيانَ، وقد علّقَ أولاً مُسوَّدةً في ذلكَ، ثمَّ انتخَبَ منها هذا الشّرْحَ المُخْتَصرَ كما بيَّنَ ذلكَ في