للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليها الخمرُ، وأن يأكلَ وهو مُنْبطحُ على بطنِهِ " (٢٦)، رواهُ أبو داود، قالَ: لمْ يسمعه جعفرُ بنُ بُرْقانَ من الزُّهريّ - وهو: مُنكرٌ. قلت: لكنْ لهُ شاهدٌ من حديثِ أبي الزُّبيرِ عن جابرٍ، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ: " من كان يُؤمنُ باللهِ واليومِ الآخر، فلا يَقعدَنَّ على مائدةٍ يُشرَبُ عليها الخمْرُ " (٢٧)، رواهُ النسائيّ، وابنُ خُزَيمةَ من طريقين عن أبي الزّبير.

ورواهُ أحمدُ في مُسندِهِ عن عمرَ بن الخطاب مرفوعاً بنحوه (٢٨)، فهذه مُقوِّياتٌ للحديثِ.

قالَ عبدُ الرّزاقِ: أخبرنا معْمرٌ عن أبي إسحاقَ عن مُجاهدٍ عن أبي هريرةَ: " أنّ جبريلَ جاءَ فسلّم على رسولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فعرفَ صوتَهُ، فقالَ: ادخلْ، فقالَ: إنّ في البيتِ سِتراً فيه تماثيلٌ فاقطعوا رؤوسَها، واجعلوها سُبطاً أو وَسائدَ وأوطئوهُ، فإنّا لا ندخلُ بيتاً فيه تماثيلٌ " (٢٩)، رواهُ أبو داودَ من حديثِ أبي إسحاق - وهو الفَزاريُّ - عن يونسَ بنِ أبي إسحاقَ عن مُجاهدٍ عن أبي هريرةَ مرفوعاً بنحوهِ، وفيهِ: " فمرَّ برأسٍ التمثالِ يُقطَعُ فيصيرُ كهيئةِ الشجرةِ ".

عن القاسمِ عن عائشةَ: " أنها اشترتْ نمرقةً فيها تصاوير، فلما رآها رسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قامَ على البابِ، فلمْ يدخل، فعَرفتُ في وجههِ الكراهةَ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ: أتوبُ إلى اللهِ، وإلى رسولِهِ، ماذا أذنبتُ؟، فقالَ: ما هذهِ النُّمْرُقةُ؟، فقلتُ: اشتَريْتُها لتقعدَ عليها وتوسَّدَها، فقالَ: إن أصحابَ هذهِ الصّورِ يُعذِّبون يومِ القيامةِ، ويقالُ لهمْ: أحيوا ما خلقْتُم، وقالَ: إنَّ البيتَ الذي فيهِ الصّورُ لا تدخُلهُ الملائكةُ " (٣٠)، أخرجاهُ.


(٢٦) أبو داود (١/ ٣١٤)، والبيهقي (٧/ ٢٦٦) وعلقه من أوجه عن جابر.
(٢٧) النسائي في الكبرى كما في التحفة ٢/ ٣٣٣، ورواه أيضاً أحمد ٣/ ٣٣٩.
(٢٨) أحمد (١/ ٢٠)، والبيهقي (٧/ ٢٦٦).
(٢٩) أبو داود (٢/ ٣٩٣).
(٣٠) البخاري (٢٢/ ٧٥) ومسلم (٦/ ١٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>