وأحسن ابنُ الجهيم حيث يقول:
فأطلق يداً في بيته بتفضُّلِ، ... وعَدِّ عن المولى، وما شئت فافعلِ
أشِر بيدٍ واغمز بطرفٍ ولا تَخَفْ ... رقيباً، إذا ما كنت غير مبخَّلِ
وولّ عن المصباح، والحَ، وذمّهُ، ... فإن خمد المصباح، فادنُ وقبِّلِ
وسل غير ممنوعٍ وقلْ غير مسكَتٍ، ... ونم غير مذعورٍ وقُم غير معجَلِ
لك البيت ما دامت هداياك جمَّةً، ... وكنتَ مليّاً بالشراب المعسَّل
تُصان لك الأبصار عن كل نظرةٍ، ... ويُصغى إليكم بالحديث المقاقَلِ
واعلم أنه لا وفاء لهن، ولا حفاظ عندهن، ولا يدُ من على ودّ، ولا يفينَ لعاشقٍ بعهد، وهواهن مشتركٌ، وحبهن مقتسَمُ. وقد أنشدني بعض الأدباء:
استخبرا زينبَ عن قولها ... في رجلٍ يعبُدُ ربّيْنِ
أذاك منه حسنٌ جائزٌ، ... أم ليس يرضى الله دينين
حسبك يا زينبُ من هُجنةٍ، ... يُستزرق الدهر على اسمين
فلا تُريدي جمع هذا وذا، ... فالغمد لا يجمع سيفين
وأنشدي الأمر إلى واحدٍ، ... ولا تكوني ذات بعلين
لا يحمل المنبر ردفاً، ولا ... يصلح مِلكاً بين اثنين
وعادة السوء، إذا استحكمت ... على امرئٍ شرٌّ من الدين
لستُ، وإن كان الهوى غالبي، ... أقنعُ بالشين على الشين