وقال عمرو بن مرة الجهني، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وصحوت إلا من لقاء محدث، ... حسن الحديث، يزيدني تعليما
وقال معاوية بن أبي سفيان لعمرو بن العاص: ما بقي مما تستلذه؟ فقال: مجالسة الرجال.
وقد روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، وعن عدة من الصحابة، رضي الله عنهم، من الأحاديث في
الحث على صحبة الإخوان، والرغبة في الخلان، ما إن ذكرناه طال به الكتاب، وكثر به الخطاب. وسنذكر بعض ذلك ونختصره، ونأخذ من أحسنه ما يكون فيه بلاغ، إن شاء الله تعالى.
[الحث على صحبة الإخوان]
[والإغراء على مودة الخلان والرغبة في أهل الصلاح والإيمان]
روي عن أبي هريرة: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل.
وروي عن أبي عمرو العوفي قال: كان يقال اصحب من إن صحبته زانك، وإن خدمته صانك، وإن أصابتك خصاصة مانك، وإن رأى منك حسنة عدها، وإن رأى منك سقطة سترها، ومن إن قلت صدق قولك، وإن أصبت سدد صوابك، ومن لا يأتيك بالبوائق، ولا تختلف عليك منه الطرائق.
وقال الفضل بن غسان البصري: كان يقال اصحب من ينسى معروفه عندك.
وروي عن معاوية بن قرة قال: نظرت في المودة والإخاء فلم أجد أثبت مودة من ذي أصل.