للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البيتان من باب قصرها إلى باب مجلسي، ثم أمر برفع الشراب، فما رأيت يوماً أكدر منه.

وأنشدت للمعتصم في بعض جواريه:

أيا منقذ الغرقى أجرني من التي ... بها نهلت روحي سقاماً، وعلّت

لقد بخلت، حتى لو أني سألتها ... قذى العين من سافي التراب لضنت

وأنشدت للمتوكل في جارية له:

أمازحها فتغضب ثم ترضى، ... وكل فعالها حسن جميل

فإن تغضب فأحسن ذات دلٍ؛ ... وإن ترض، فليس لها عديل

[المتوكل وجاريته قبيحة]

حدثني أبو العباس بن الفضل الربيع قال: حدثني علي بن الجهم قال: حُمَّ المتوكل يوماً وكان ذلك بعقب شرٍ وقع بينه وبين قبيحة فرماها بمخدة، فغضبت، واحتجبت، فحمّ بعقب ذلك، ودخلنا عليه وإذا الفتح قائم، في يده قارورة فيها الماء، ويحيى بن ماسويه ينظر إليها، فقال: ليس أرى إلا ما أحب، فقلت: يا أمير المؤمنين أنشدك أبياتاً؟ فقال لي: أنشد. فأنشدته:

تَنكر حال علتي الطبيب، ... فقال: أرى بجسمك ما يريب

جسست العرق منك، فدلّ عندي ... على داء له شأن عجيب

فما هذا الذي بك؟ هات قل لي، ... فكان جوابه مني النحيب

فجسمي بالحبيب بلي سقاماً، ... وقلبي، يا طبيب، هو الكئيب

فحرّك رأسه، ودنا إلي، ... وقال: الحب ليس له طبيب

<<  <   >  >>