وما الناس إلا العاشقون ذوو الهوى، ... وما خير فيمن لا يحب ويعشق
وقال آخر:
وما تلفت إلا من العشق مهجتي، ... وهل طاب عيش لامرئ غير عاشق
وقال آخر:
وما خير في الدنيا، إذا أنت لم تزر ... حبيباً، ولم يطرب إليك حبيب
وقال آخر:
وما سرني أني خلي من الهوى، ... ولا أن لي ما بين شرق إلى غرب
[علامات الهوى]
واعلم أن أول علامات الهوى على ذي الأدب نحول الجسم، وطول السقم، واصفرار اللون، وقلة النوم، وخشوع النظر، وإدمان الفكر، وسرعة الدموع، وإظهار الخشوع، وكثرة الأنين، وإعلان الحنين، وانسكاب العبرات، وتتابع الزفرات، ولن يخفى المحب، وإن تستر، ولا ينكتم هواه، وإن تصبر، ولن يغبى ادعاء أنه قد قارن العشق والهوى، لأن علامات الهوى نائرة، وآيات الادعاء ظاهرة. وقد قال الأحوص الأنصاري:
ما عالج الناس مثل الحب من سقم ... ولا برى مثله عظماً، ولا جسدا
ما يلبث الحب أن تبدو شواهده ... من المحب وإن لم يبده أبداً
وقال آخر:
ما يعرف الحزن إلا كل من عشقا ... وليس من قال إني عاشق صدقا
للعاشقين نحول يعرفون به، ... من طول ما حالفوا الأحزان والأرقا