للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذه الصفات، وانتقل من هذه الحالات، أو وسيم بغير هذه العلامات، وعرف بغير هذه الدلالات.

أنشدني بعض الأدباء:

علامة من كان الهوى في فؤاده، ... إذا ما لقي أحبابه يتحيروا

ويصفر لون الوجه بعد احمراره، ... فإن حركوه للكلام تشورا

أنشدني أبو الحسن بن الرومي:

أرى ماء، وبي عطش شديد، ... ولكن لا سبيل إلى الورود

أما يكفيك أنك تملكيني، ... وأن الخلق كلهم عبيدي

وأنك لو قطعت يدي ورجلي، ... لقلت، من الهوى: أحسنت، وزيدي

[المأمون ومخارق]

وحدثنا عن ابن مخارق عن أبيه قال: كنا عند المأمون يوماً فقام فدخل إلى حرمه، وخرج وعيناه تذرفان، فقال لي: يا مخارق تغنّ لي بهذين البيتين:

سلام على من لم يطق عند بينه ... سلاماً، فأومى بالبنان المخضب

فما اسطعت إلا بالبكاء جوابه، ... وذلك جهد المستهام المعذب

فحفظتهما، وتغنيت بهما، فجعل يبكي، وينتحب في بكائه، ويزفر، ثم قال لنا: أتدرون ما قصتي؟ قلت: أمير المؤمنين أعلم، وإن شاء أعلمنا. قال: إني دخلت إلى بعض المقاصير، فرأيت جارية لي كنت أجد بها وجداً شديداً، وهي للموت، فسلمت عليها، فلم تطق رد السلام، فأشارت بإصبعها، فغلبتني العبرة وأرهقتني الزفرة، فخرجت من عندها، فحضرني هذان

<<  <   >  >>