للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جوار أتراب، فلما أبصرنني قلن: هذا العباس؛ ودنت إليَّ إحداهن، فقالت: يا عباس! أنت القائل:

ماذا لقيت من الهوى وعذابه، ... طلعت عليَّ بلية من بابه

قلت: نعم! قالت: كذبت، يا ابن الفاعلة، لو كنت كذاك كنت كأنا، ثم كشفت عن أشاجع معراة من اللحم، وأنشأت تقول:

ولما شكوت الحب قالت: كذبتني، ... فما لي أرى الأعضاء منك كواسيا

فلا حب حتى يلصق الجلد بالحشا، ... وتخرس، حتى لا تجيب المنادي

[المأمون وعمه إبراهيم]

ودخل إبراهيم بن المهدي على أمير المؤمنين، وكان إبراهيم أثجل البطن، كثير اللحم والشحم، فقال له المأمون: بالله يا عمّ! عشقت قطّ؟ قال: نعم، يا أمير المؤمنين، وأنا الساعة عاشق. قال: وأنت على هذه الجثة والشحم الكثير! ثم أنشأ المأمون يقول:

وجه الذي يعشق معروف، ... لأنه أصفر منحوف

ليس كمن أمسى له جثة، ... كأنه للذبح معلوف

فأجابه إبراهيم بن المهدي:

وقائل لست بالمحب، ولو ... كنت محباً لذبت من زمن

فقلت قلبي مكاتم بدني ... حبي، فالحب فيه مختزن

أحب قلبي، وما درى بدني، ... ولو درى ما أقام في السمن

<<  <   >  >>