فقال: هو الشفاء، فلا توان، ... فقلت: أجل، ولكن لا تجيب
ألا هل مسعد يبكي لشجوي، ... فإني هاهنا أبداً غريب
فضحك ودعا بالشراب، وشرب وشربنا معه، ووجه إلى قبيحة، فوقع الصلح بينهما وخرجت عندها رقعة بخطّ فضل الشاعرة:
لأصبرنّ على ما بي من المضض، ... حتى أموت، ولا يشعر بي الناس
ولا يقال شكا من كان يعشقه، ... إن الشكاة لمن يهوى هو الياس
ولا أبوح بسر كنت أكتمه، ... عند الجليس، إذا ما دارت الكاس
[من اشتهروا بالعشق]
وأما من عشق من الشعراء فما يحصرهم عدد، ولا يحصيهم أحد. وقد عشق أكثر العرب، بل كلهم قد عشق، فمن المذكورين منهم المشتهرين بالصبوة والغزل: فقيس مجنون بني عامر عشق ليلى، وقيس بن ذريح عشق لبنى، وتوبة بن الحمير عشق ليلى الأخيلية، وكثير عشق عزة، وجميل بن معمر عشق بثينة، والمؤمل عشق الذَّلفاء، ومرقش عشق أسماء، ومرقش الأصغر عشق فاطمة بنت المنذر، وعروة بن حزام عشق عفراء، وعمرو بن عجلان عشق هند، وعلي بن أديم عشق منهلة، والمهذب عشق لذة، وذو الرمة عشق مية، وقابوس عشق منية، والمخبل السعدي عشق الميلاء، وحاتم طيء عشق ماوية، ووضاح اليمن عشق أم البنين، والغمر بن ضرار عشق جُمل، والنمر بن تولب عشق حمزة، وبدر عشق نعم، وشبيل عشق فالون، وبشر عشق هند، وعمرو عشق دعد، وعمر بن أبي ربيعة عشق الثريا، والأحوص عشق سلامة، وأسعد بن عمرو عشق ليلى بنت صيفي، ونصيب عشق زينب، وسحيم عبد بني الحسحاس عشق عميرة،