للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإذا الشيوخ تعرّضوا لمودّة، ... قلن: التراب لكلّ شيخٍ أدْرَدا

تلقى الفتاة من الشيوخ بليّةً، ... إن البليّة كلّ شيخٍ أرْمدا

وقال امرؤ القيس:

أراهنّ لا يُحببن من قلّ ماله، ... ولا مَن رأين الشيب فيه وقوّسا

وأنشدني بعض الكتّاب لأبي الشبل:

عذيري من جَواري الح ... يّ، إذ يرغبن عن وصلي

رأين الشيب قد ألب ... سني أبّهةَ الكهلِ

فأعرضن، وقد كنّ، ... إذا قيل: أبو الشبل

تساعين، فرقّعن ال ... كُوى بالأعين النُّجلِ

وأنشدتُ لغيره:

رأين الغواني الشيب لاح بعارضي، ... فأعرضْن عني بالخدود النواضِرِ

وكنّ إذا أبصرتني أو سمعن بي ... سعين، فرقّعن الكُوى بالمَحاجِرِ

وهن على ما فيهن من سُرعة الملل، وما طُبعن عليه من البدل، متمكّناتٌ من القلوب، مُبَرَّآتٌ عند محبّتهن من العيوب.

وإن من محمود مذاهب الظرفاء الميل إلى مغازلة النساء ومداعبة القينات، وحبّ النساء عندهم من حسن الاختيار، وهو أشبه بمذاهب ذوي الأخطار، وليس هوى الغِلمان عندهم بمحمودٍ، ولا هو في سيرهم موجود، وإنما آثروا هوى النساء على الغلمان، ومدحوهن بكل لسان، لمليح براعتهنّ، وتكامُل مَلاحتهن،

<<  <   >  >>