للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خُلف وعدهن، وقد استحسنت الشعراء ذلك منهن، ومدحته في كثير من الأشعار فيهن.

أخبرني أحمد بن يحيى عن الزبير بن بكار عن سليمان بن عيّاش السعدي عن أبيه عن جده قال: حدثني السائب راوية كُثيّر قال: كان كُثيّر رجلاً مذنوباً، لا يستقرُّ في مكان، فقال لي ذات يوم: اذهب بنا إلى ابن أبي عتيق نتحدث عنده، فأتيناه، فاستنشد ابن أبي عتيق كُثيّراً فأنشده:

أبائنةٌ سُعدى؟ نعم ستبين، ... كما انبتَّ من حبل القرين قرينُ

أأن زُمّ أجمالٌ، وفارقَ جيرةٌ، ... وصاح غُراب البين أنت حزينُ

كأنك لم تسمعْ، ولن ترَ قبلها ... تفرُّق أُلاّفٍ لهن حنينُ

حنينٌ إلى أُلاّفهنّ، وقد بدا ... لهن من الشكّ الغداة يقينُ

حتى إذا بلغ إلى قوله:

فأخلفن ميعادي، وخُنّ أمانتي ... وليس لمن خان الأمانة جينُ

قال ابن أبي عتيق: أو على الدين صُحبتهن، يا ابن أبي جُمعة، ذلك أملح لهن، وأدعى للقلوب إليهن، عبيد الله بن قيس الرًّقيّات أشعر منك حي يقول:

حبذا الإدلال والغنُجُ، ... والتي في طرفها دَعَجُ

والتي إن حدّثت كذَبت، ... والتي في وصلها خَلَجُ

وترى في البيت صورتها، ... مثل ما في البيعة السُّرج

خبّروني: عل على رجلٍ ... عاشقٍ في قبلةٍ حرجُ

<<  <   >  >>