للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ألا إنني راضٍ بما حكمت جملُ، ... وإن كان لي فيه البليّة والقتلُ

فكرّوا عليّ العذل فيها، فإنني ... رأيتُ الهوى فيها يُجدّده العذلُ

وما جئتها يوماً لبذلٍ رجوته ... لديها، فأخشى أن يُعيّره البخلُ

ومن ذلك قول جميل بن معمر العُذري:

ولستُ على بذل الصفاء هويتها، ... ولكن سبتني بالدلال مع البخل

وقال أيضاً:

ويقلن: إنك يا بُشَين بخيلةٌ، ... نفسي فداؤك من ضنينٍ باخل

ويقلن: إنك قد رضيتَ بباطلٍ ... منها، فهل لك في اعتزال الباطل

ولَباطلٌ ممن ألذُّ وأشتهي، ... أدنى إليّ من البغيض الباذل

ودخلتْ عزّةُ على هشام بن عبد الملك بن مروان، فقال: يا عَزّة! أتعرفين قول كُثيّر:

وقد زعمت أني تغيّرتُ بعدها، ... ومن ذا الذي، يا عَزَّ، لا يتغيّرُ

تغيَّر جسمي، والخليفة كالذي ... عهدتِ، ولم يُخبر بسرّك مخبِرُ

فقالت: ما أعرف هذا ولكني أعرف قوله:

كأني أُناجي صخرةً، حين أعرضَت، ... من الصمّ لو يمشي بها العُصم زلّتِ

صَفوحٌ، فما تلقاك إلا بخيلةً، ... فمن ملّ منها ذلك الوصل ملّتِ

وأنشدني أحمد بن عبيد لرِفاعة الفَقْعسي:

ألم تعلما أمْ لا، وكل بليّةٍ ... من الدهر يفنى بؤسها ونعيمها

ولم تجدا بلجاءَ إلا بخيلةً، ... وإن أيسرتْ واحتاج يوماً غريمها

وأنشدني محمد بن يزيد لكثيّر عزّة:

<<  <   >  >>