وقال آخر:
هذا كتاب مُتيَّمٍ مشتاقٍ ... يشكو إلى مستظرَفٍ ذَوّاقِ
أهدى له الهجران بعد تواصُلٍ ... وكذاك فعل الخائن المَذّاقِ
ما هكذا فعلُ الكِرام فأجملي ... وتحرّجي أن تَنقضي ميثاقي
وارْثي لصبٍّ هائم قد شفّه ... طول النحيب وشدّة الإقلاقِ
وأنشدني إبراهيم بن محمد لنفسه:
هذا كتاب متيَّمٍ في قلبه ... نارٌ تَضَرَّمُ بُكرةً وأصيلا
فإذا قرأتَ كتابه فاجعل له ... بعد الصُّدود إلى الوِصال سبيلا
فلقد تركتَ فؤاده في غَمرةٍ ... وتركتَ في الأحشاء منه غَليلا
ولقد تبرّم بالحياة وطُولها ... وعسى مَداه أن يكون قليلا
لا تُغرين به رَداهُ وحَينَهُ ... حاشاك أن تُردي يَداك قَتيلا
حاشاك من قَلَقٍ أطارَ رُقاده ... فأبى الرُّقادَ فما يَلَذُّ مَقيلا
وأنشدني أيضاً لنفسه:
هذا كتابي إليكَ فاقرأ ... كتاب ذي صَبوةٍ عَميدِ
أقلقه شوقه المُعنيّ ... وهدَّه لوعةُ الصُّدودِ
لكنّه في الظلام يبكي ... بُكاءَ ذي الفَقدِ للفقيدِ
إن كنتَ غضبان فارضَ عني ... رِضى الموالي عن العبيدِ
ولأبي الطيّب في هذا المعنى:
هذا كتابي إليكَ فاقرأ ... كتابَ من شفّه السَّقامُ