لو تفرّغتُ لاستطالة ليلي ... وارعْي النجوم كنتُ مُخِلاّ
ورأيتُ جارية في بيعة ماري مريم، في دار الروميّين، بمدينة السلام، كأنها فِلقةُ قمرٍ، خارجةً من الهيكل، في وسطها زُنّارٌ عليه بيتان:
زُنّارُها في خصرها يَطرب ... وريحها من طيبها أطيبُ
ووجهها أحسن من حَلْيها ... ولونها من لونها أعجبُ
وقرأت في زُنّار وقايةٍ لبعض القصريّات:
أليس عجيباً أنّ بيتاً يَضمّني ... وإياك لا نخلو ولا نتكلّمُ
ورأيتُ جارية أُبُلِّيّة لبعض المخنَّثين، وقد علّقت طبلاً في عُنقها بزُنّارٍ عليه مكتوبٌ:
آوَّتاهُ من بدني كلّه ... فتّتَ مني مَفْصِلاً مَفْصِلا
وعلى تِكّتها مكتوب:
غابوا فأضحى الجسمُ من بعدهم ... لا تُبصر العين له فيّا
واخجْلتا منهم ومن قولهم ... ما ضَرّكَ البُعدُ لنا شيّا
بأيّ وجهٍ أتلقّاهمُ ... إذا رأوني بعدهم حيّا
وكان على تِكّة هاتف جارية العاجي مكتوباً:
ولي عاذلٌ قد شفّ بعَذله ... وواشٍ بنَبل الحبّ يرمي مَقاتلي
كفى حَزناً والحمد لله أنني ... تقطّع قلبي بين واشٍ وعاذِلِ
وكتبت خاضع المُغنّية على زُنّار كانت تشد به طُرّتها:
ما أتْيَهَ المعشوق في نفسه ... وأبيّنُ الذُّلّ على العاشقِ