وروى أبو الأحوص عن عبد الله بن مسعود أنه قال: الإيمان أن تحب في الله، وتبغض في الله.
وقال عليه الصلاة والسلام: الإيمان أن يحبّ الرجل الرجل ليس بينهما نسب قريب، ولا مال أعطاه إياه، لا يحبه إلا لله عز وجل.
ورويناه عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يؤاخي بين الرجلين من أصحابه، فتطول الليلة على أحدهما حتى يرى أخاه.
وروينا عن جرير بن عبد الله البجلي قال: ما حجبني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي. وقال عمر بن الخطاب: لقاء الإخوان جلاء الأحزان.
وقال أكثم بن صيفي: لقاء الأحبة مسلاة الهم.
وكان عبد الله بن مسعود يقول لأصحابه: أنتم جلاء حزني.
وروي عن أبي أمامة قال: من أعطى لله، ومنع لله، وأحب لله، وأبغض لله فقد استكمل الإيمان.
وقد كانت الحكماء تقول: إن ما يجب للأخ على أخيه مودته بقلبه، وتزيينه بلسانه، ورفده بماله، وتقويمه بأدبه، وحسن الذّبّ والمدافعة عنه في غيبته.
وأنشدني أبو بكر بن أبي الدنيا:
إذا المرء لم ينصف أخاه، ولم يكن ... له غائباً يوماً، كما هو شاهده
فلا خير فيه، فالتمس غيره أخاً ... كريماً، على وصل الكريم تعاهده
فإن غبت يوماً، أو شهدت فوجهه، ... على كل حال أينما كنت، واجده