للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال آخر:

الكذب عار، وخير القول أصدقه، ... والحق ما مسه من باطل زهقاً

وأنشدني غيره:

الصدق منجاة لمن هو صادق، ... وترى الكذوب بما يقول يوبخ

وقال أبو العتاهية:

كن في أمورك ساكناً، ... فالمرء يدرك في سكونه

واعمد إلى صدق الحدي ... ث، فإنه أزكى فنونه

رب امرئ متيقن ... غلب الشقاء على يقينه

وحدثني بعض شيوخ الكتاب قال: حدثني علي بن هشام قال: قال لي محمد بن الجهم ذات يوم: يا أبا الحسن، الكذاب والموات بمنزلة واحدة. قلت: وكيف ذاك؟ قال: لأن علامة الحي النطق، ومن لم يوثق بنطقه، فقد بطلت حياته.

والذي جاء في ذلك يطول شرحه، ويكثر وصفه، والكلام فيه يتسع، وأنا أفرد لهذا الباب كتاباً، وأرصفه أبواباً أبين فيه فضل الصدق على الكذب، ليرغب فيه ذوو المروة والأدب، إن شاء الله تعالى.

وأما ما جاء في إنجاز العدات عن ذوي الأخطار والمروات، فكثير يكثر عدده ويطول أمده. وقد شرحت لك بعض ذلك لتقف عليه، إن شاء الله تعالى.

<<  <   >  >>