وكان يقال: اعتذار من منع أجمل من وعد ممطول. وقال علي بن هشام: أمرني المأمون بحاجة، فأخرتها، فكتب إلي:
تعجيل جود المرء أكرومة، ... تنشر عنه أحسن الذكر
والحر لا يمطل معروفه، ... ولا يليق المطل بالحر
وكان يقال: المعروف يحتاج إلى ثلاث: تعجيله وكتمانه وإتمامه. وأنشدنا ليزيد بن جبل:
يا صانع المعروف كن تاركاً ... ترداد ذي الحاجة في حاجته
فشرُّ معروفك ممطوله، ... وخيره ما كان من ساعته
لكل شيء يُرتجى آفة، ... وحسبك المعروف من آفته
وقال آخر:
صل من أردت وصاله، وإخاءه، ... إن الأخوة خيرها موصولها
وإذا ضمنت لصاحب لك حاجة، ... فاعلم بأن تمامها تعجيلها
لا تنشرن مواعيداً، وتسندها ... إلى المطال، فما يرضى به الأدب
لا تطلبن بمنع المال محمدة ... إن المحامد بالأموال تكتسب
وكان يقال: لكل شيء آفة، وآفة المعروف المطل. وقال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: لكل شيء رأس ورأس المعروف تعجيله.
وفي وصية عبد الملك بن مروان لبنيه: يا بني، لا تعدوا الناس بما لا تناله أيديكم.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute