للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن قتيلنا لا يودى وأسيرنا لا يُفدى.

وأنشدني أحمد بن يحيى لجَرير بن الخَطَفى:

هل في الغوادي لمت قتّلن من قَودٍ، ... أو من دياتٍ لقتلى الأعين الحور

تبيت ليلك في وجدٍ تُخامره، ... كأن في القلب أطرافَ المسامير

ما كنت أوّل مَحزونٍ أضرّ به ... بَرْحُ الهوى، وعذابٌ غير تَفتيرِ

وقال أيضاً:

إذا كَحَلْن عيوناً غير مقرفةٍ ... ريّشن نَبلاً لأصحاب الصِّبى صُيُدا

ما بال قَتلاكِ لا تخشين طائلهم، ... لم تضمني ديةً منهم ولا قَوَدا

وقال عمر بن لجأٍ:

تراءت، كي تكيدك أمّ عمرو، ... وكيدك بالتبرُّج ما تكيد

وكيف قَتَلني، يا أمّ عمروٍ، ... ولا قَوَدٌ عليكِ، ولا حدودُ

وقال أعرابي، وما أساء:

أقاتلتي، يا للرجال، حبيبةٌ ... إليّ، بلا جُرم لديها ولا دَحْلِ

فقيمُ دماء العاشقين مضاعةٌ ... بلا قَوَدٍ، عن الحِسان، ولا عقلِ

وأحسن والله المؤمَّل حيث يقول:

إني قُتلتُ بلا جُرمٍ، وقاتلتي، ... يا قومِ، جاريةٌ في طَرفها حَوَرُ

<<  <   >  >>