للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالْقَوْلُ الثَّانِي: أَنَّهُ عَيْنٌ فِي الْجَنَّةِ مَشُوبَةٌ بالمسك. قاله الحسن. والثالث: الشَّرَابِ الَّذِي لا غِشَّ فِيهِ. قَالَهُ ابْنُ قتيبة والزجاج.

وفي قوله {مختوم} ثَلاثَةُ أَقْوَالٍ , أَحَدُهَا: مَمْزُوجٌ. قَالَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ. والثاني: مختوم على إنائه وهو مذهب. قاله مجاهد. وَالثَّالِثُ: لَهُ خِتَامٌ أَيْ عَاقِبَتُهُ رِبْحٌ.

سَجْعٌ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى

{يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ} يَا لَهُ مِنْ كَأْسٍ مَصُونٍ تَقَرُّ بِهِ الْعُيُونُ , يَقُولُ لَهُ الْمَلِكُ كُنْ فَيَكُونُ , يُوجِدُهُ بين الكاف والنوم , إِذَا شَرِبُوهُ لا يَحْزَنُونَ , إِذَا اسْتَوْعَبُوهُ لا يَسْكَرُونَ , نَعِيمُهُمْ لا كَدَرٌ فِيهِ وَلا هُمُومٌ {يسقون من رحيق مختوم} .

شَرَابٌ قَدْ حَلا وَطَابَ , كَأْسٌ يَصْلُحُ لِلأَحْبَابِ , نَعِيمٌ مِنْ فَضْلِ الْوَهَّابِ , لَذَّتْ لَذَّةُ

الدَّارِ وَدَارَ الشَّرَابُ , كَمُلَ الصَّفَا وَزَالَ الْعِتَابُ , طَابَ الْوَقْتُ وَرُفِعَ الْحِجَابُ , صَفَتِ الْحَالُ وَفُتِّحَتِ الأَبْوَابُ , زَارَ الْمُحِبُّ وَسَمِعَ الْخِطَابَ , ثُمَّ فَرِحَ الْقَوْمُ بقرب القيوم {يسقون من رحيق مختوم} .

زَالَ الْعَنَا عَنْهُمْ وَأَقْبَلَ الرَّوْحُ وَالْفَرَحُ , وَارْتَفَعَتِ الْهُمُومُ عَنِ الصُّدُورِ فَانْفَسَحَ الصَّدْرُ وَانْشَرَحَ , وَرَضِيَ الرَّبُّ فَأَعْطَى الْمُنَى وَأَوْلَى وَمَدَحَ , وَطَافَ عَلَيْهِمُ الْوِلْدَانُ بِالأَكْوَابِ فَيَا لَذَّةَ الشَّرَابِ وَيَا حُسْنَ الْقَدَحِ , وَاسْتَرَاحَ مِنَ التَّعَبِ مَنْ كَانَ يَسْهَرُ ويصوم {يسقون من رحيق مختوم} .

قوله تعالى: {ختامه مسك} فِيهِ قَوْلانِ: أَحَدُهُمَا: خَلْطَةُ مِسْكٍ. قَالَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ وَمُجَاهِدٌ. وَالثَّانِي: أَنَّ الَّذِي يُخْتَمُ بِهِ طَعْمُ الإِنَاءِ مِسْكٌ. قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ.

قَوْلُهُ تعالى: {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون} أَيْ فَلْيَجِدُّوا فِي طَلَبِهِ وَلْيَحْرِصُوا عَلَيْهِ بِطَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى , وَالتَّنَافُسُ كَالتَّشَاحِ عَلَى الشَّيْءِ وَالتَّنَازُعِ فِيهِ.

سَجْعٌ

أَيُّهَا الْغَافِلُ رَبِحَ الْقَوْمُ وَخَسِرْتَ , وَسَارُوا إِلَى الْحَبِيبِ وَمَا سِرْتَ , وَقَامُوا

<<  <  ج: ص:  >  >>