للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بْنُ الْمَأْمُونِ , أَنْبَأَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ , حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ , حَدَّثَنِي

الْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا مِنْ مُصَلٍّ إِلا وَمَلَكٌ عَنْ يَمِينِهِ وَمَلَكٌ عَنْ يَسَارِهِ , فَإِنْ أَتَمَّهَا عَرَجَا بِهَا , وإن لم يتمها ضربا بها وَجْهِهِ.

يَا غَائِبَ الْقَلْبِ فِي صَلاتِهِ , يَا شَتِيتَ الْهَمِّ فِي جِهَاتِهِ , يَا مَشْغُولا بِآفَاتِهِ عَنْ ذِكْرِ وَفَاتِهِ , يَا قَلِيلَ الزَّادِ مَعَ قُرْبِ مَمَاتِهِ , يَا مَنْ يَرْحَلُ عَنِ الدُّنْيَا فِي كُلِّ لَحْظَةٍ مَرْحَلَةً , وَكِتَابُهُ قَدْ حَوَى حَتَّى مِقْدَارِ خَرْدَلَةٍ , وَمَا يَنْتَفِعُ بِنَذِيرٍ وَالنُّذُرُ مُتَّصِلَةٌ , وَمَا يَرْعَوِي لِنَصِيحٍ وَكَمْ قَدْ عَذَّلَهُ , وَدُرُوعُهُ مُتَخَرِّقَةٌ وَالسِّهَامُ مُرْسَلَةٌ , وَنُورُ الْهُدَى قَدْ يُرَى وَمَا رَآهُ وَلا تَأَمَّلَهُ , وَهُوَ يَأْمُلُ الْبَقَاءَ وَقَدْ رَأَى مَصِيرَ مَنْ أَمَّلَهُ , وَأَجَلُهُ قد دنا ولكن أمه قد شغله , وقد انعكف على العيب بَعْدَ الشَّيْبِ بِصَبَابَةٍ وَوَلَهٍ , وَيُحْضِرُ بَدَنَهُ فِي الصَّلاةِ فَأَمَّا الْقَلْبُ فَقَدْ أَهْمَلَهُ , كُنْ كَيْفَ شِئْتَ فَبَيْنَ يَدَيْكَ الْحِسَابُ وَالزَّلْزَلَةُ , وَنُعِّمَ جَسَدُكَ فَلا بُدَّ لِلدُّودِ أَنْ يَأْكُلَهُ , يَا عَجَبًا مِنْ فُتُورِ مُؤْمِنٍ بِالْجَزَاءِ وَالْمَسْأَلَةِ , أَيَقِينٌ بِالنَّجَاةِ أم غرور وبله , بادر مَا بَقِيَ مِنَ الْعُمْرِ وَاسْتُدْرِكَ أَوَّلُهُ , فَبَقِيَّةُ عُمْرِ الْمُؤْمِنِ لا قِيمَةَ لَهُ.

إِخْوَانِي: حُسْنُ الأَدَبِ فِي الصَّلاةِ دَلِيلٌ عَلَى مَعْرِفَةِ الْمَخْدُومِ , وَالْتِفَاتُ الْبَدَنِ دَلِيلٌ عَلَى إِعْرَاضِ الْقَلْبِ , وَقَدْ وَصَفْتُ لَكَ أَحْوَالَ الْخَاشِعِينَ , فَهَلْ أَنْتَ مِنْهُمْ أَوْ مِنَ الْغَافِلِينَ.

سَجْعٌ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى

{الذين هم في صلاتهم خاشعون} سُبْحَانَ مَنْ قَوَّمَهُمْ وَأَصْلَحَهُمْ , وَعَامَلُوهُ بِالْيَسِيرِ فَأَرْبَحَهُمْ , وَاعْتَذَرُوا مِنَ التَّقْصِيرِ فَسَامَحَهُمْ , وَقَدْ أَثْنَى عَلَيْهِمْ وَمَدَحَهُمْ , أَفَتَعُونَ {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} .

<<  <  ج: ص:  >  >>