للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَجْعٌ

دَارٌ لَيْسَ فِيهَا مَا يَشِينُهَا , دَارٌ لا يَفْنَى مِنْهَا مَا يَزِينُهَا , دَارٌ لا يَزُولُ عِزُّهَا وَتَمْكِينُهَا , دَارٌ لا تَهْرَمُ فِيهَا عينها , لذة خمرهم تفوق ما كنوا يعرفون {لا يصدعون عنها ولا ينزفون} .

دَارٌ أَشْرَقَتْ حَلاهَا , دَارٌ عَزَّتْ عُلاهَا , دَارٌ جل من بناها , دار طاب للأبرار سُكْنَاهَا , دَارٌ تَبْلُغُ النُّفُوسُ فِيهَا مُنَاهَا , أَيْنَ خَاطِبُوهَا فَقَدْ وَصَفْنَاهَا , سُكَّانُهَا قَدْ أَمِنُوا مَا كَانُوا يَخَافُونَ {لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنْزِفُونَ} .

مَا أَتَمَّ نَعِيمَهُمْ , مَا أَعَزَّ تَكْرِيمَهُمْ , مَا أَظْرَفَ حَديِثَهُمْ وَقَدِيمَهُمْ , مَا أَصْوَنَ حَرِيمَهُمْ , مَا أَكْرَمَ كَرِيمَهُمْ , قَدْ مُنِحُوا الْخُلُودَ فَمَا يَبْرَحُونَ {لا يصدعون عنها ولا ينزفون} .

قوله تعالى: {وفاكهة مما يتخيرون} أَيْ يَخْتَارُونَ تَقُولُ: تَخَيَّرْتُ الشَّيْءَ إِذَا أَخَذْتُ خَيْرَهُ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَخْطُرُ عَلَى قَلْبِ أَحَدِهِمُ الطَّيْرُ فَيَصِيرُ مُتَمَثِّلا بَيْنَ يَدَيْهِ عَلَى مَا اشتهى. وقال مغيث ابن سُمَيٍّ: يَقَعُ عَلَى أَغْصَانِ شَجَرَةِ طُوبَى طَيْرٌ كَأْمَثَالِ الْبُخْتِ فَإِذَا اشْتَهَى الرَّجُلُ طَيْرًا دَعَاهُ فَيَجِيءُ فَيَقَعُ عَلَى خِوَانِهِ فَيَأْكُلُ مِنْ أَحَدِ جَانِبَيْهِ قَدِيدًا وَمِنَ الآخَرِ شِوَاءً , ثُمَّ يَعُودُ طَيْرًا فَيَطِيرُ , فَيَذْهَبُ.

سَجْعٌ

ثِمَارُهُمْ فِي أَشْجَارِهِمْ وَافِرَةٌ , وَفَوَاكِهُهُمْ مِنَ الْعُيُوبِ طَاهِرَةٌ , وَوُجُوهُهُمْ بِأَنْوَارِ الْقَبُولِ نَاضِرَةٌ , وَعُيُونُهُمْ إِلَى مَوْلاهُمْ نَاظِرَةٌ , وَقَدْ حَازُوا شَرَفَ الدُّنْيَا وَفَوْزَ الآخِرَةِ , وَأَجَلُ النَّعِيمِ أنهم لا يتغيرون {وفاكهة مما يتخيرون} .

<<  <  ج: ص:  >  >>