للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَجْعٌ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تبور}

كَانُوا يَقُومُونَ الدَّيْجُورَ، بِبُكَاءٍ مَطْرُودٍ مَهْجُورٍ، وَرَعْدُ قُلُوبِهِمْ مُقْلِقٌ زَجُورٌ، فَامْتَلأَتْ بِالْخَيْرَاتِ الْحُجُورُ {يَرْجُونَ تجارة لن تبور} .

رَفَضُوا الدُّنْيَا شُغُلا عَنِ الزِّينَةِ، وَأَذَلُّوا نُفُوسَهُمْ فعادت مسكينة، وعلموا أن الدنيا سفينة فتهيأوا للعبور {يرجون تجارة لن تبور} .

يُؤْثِرُونَ بِالطَّعَامِ وَيُؤْثِرُونَ الصِّيَامَ، وَيَأْمُلُونَ فَضْلَ الإِنْعَامِ، فَمَا كَانَتْ إِلا أَيَّامٌ حَتَّى اخْضَرَّتِ الْبُذُورُ {يرجون تجارة لن تبور} بَعَثُوا الأَمْوَالَ الْحَبِيبَةَ إِلَى بِلادِ الْبَعْثِ الْغَرِيبَةِ، فَإِذَا الأَرْبَاحُ عَنْ قَرِيبٍ قَرِيبَةٌ، وَعَلَى هَذَا التجارة تدور {يرجون تجارة لن تبور} .

الْعَلِيلُ عَليِلٌ، وَالأَنِينُ طَوِيلٌ، وَالْعُيُونُ تَسِيلُ، وَمَا مضى إلا القليل حتى فرح الصبور {ترجون تجارة لن تبور} .

يَقِفُونَ وُقُوفَ مِسْكِينٍ، وَيَذِلُّونَ ذُلَّ مُسْتَكِينٍ، فَنَالُوا الْمَقَامَ الأَمِينَ، وَانْشَعَبَ قَلْبُ الْحَزِينِ بِأَكْمَلِ الْحُبُورِ {ترجون تجارة لن تبور} سَلِيمُهُمْ كَالسَّلِيمِ، وَحُزْنُهُمْ مُقِيمٌ، يَحْذَرُونَ الْجَحِيمَ وَيَرْجُونَ النعيم في كمال الحبور {ترجون تجارة لن تبور}

لَلْقَلْبُ مَعَ الدُّنْيَا نَبَا، كُلَّمَا عَارَضَهُ الْهَوَى نَبَا، يَنْدُبُونَ نَدْبَ الأَسْرَى الْغُرَبَا، وَالزَّفَرَاتُ عَلَى ذُنُوبِ الصِّبَا تَزِيدُ عَلَى الصَّبَا وَالدَّبُورِ {يَرْجُونَ تجارة لن تبور} .

يَا مَنْ يَدْفِنُ مَالَهُ تَحْتَ الأَرْضِ وَلا يَفْهَمُ مَعْنَى الْقَرْضِ، سَيَخْرُجُ الْوَارِثُ بِالْفَرْضِ إِلَى الدرهم والدور. {يرجون تجارة لن تبور} .

سُبْحَانَ مَنْ قَضَى لِقَوْمٍ سُرُورًا، وَعَلَى آخَرِينَ ثُبُورًا فَمَا لَهُمْ مِنْ نُورٍ {يَرْجُونَ تِجَارَةً لن تبور} .

وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ.............

<<  <  ج: ص:  >  >>