للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المجلس الخامس

فِي قِصَّةِ عَادٍ

الْحَمْدُ للَّهِ الْمُنَزَّهِ عَنِ الأَشْبَاهِ فِي الأَسْمَاءِ وَالأَوْصَافِ , الْمُقَدَّسِ عَنِ الْجَوَارِحِ وَالآلاتِ وَالأَطْرَافِ , خَضَعَتْ لِعِزَّتِهِ الأَكْوَانُ وَأَقَرَّتْ عَنِ اعْتِرَافٍ , وَانْقَادَتْ لَهُ الْقُلُوبُ وَهِيَ فِي انْقِيَادِهَا تَخَافُ , أَنْزَلَ الْقَطْرَ فَمِنْهُ الدُّرُّ تَحْوِيهِ الأَصْدَافُ , وَمِنْهُ قُوتُ الْبُذُورِ يُرَبِّي الضِّعَافَ.

كَشَفَ لِلْمُتَّقِينَ الْيَقِينَ فَشَهِدُوا , وَأَقَامَهُمْ فِي اللَّيْلِ فَسَهِرُوا وَشَهِدُوا , وَأَرَاهُمْ عَيْبَ الدُّنْيَا فَرَفَضُوا وَزَهِدُوا , وَقَالُوا نَحْنُ أَضْيَافٌ.

وَقَضَى عَلَى الْمُخَالِفِينَ بِالْبِعَادِ فَأَفَاتَهُمُ التَّوْفِيقَ وَالإِسْعَادَ , فَكُلُّهُمْ هَامَ فِي الضَّلالِ وَمَا عَادَ {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ} .

أَحْمَدُهُ عَلَى سَتْرِ الْخَطَايَا وَالاقْتِرَافِ , وَأُصَلِّي عَلَى رسوله محمد الذي أنزل عليه قاف , وعَلَى صَاحِبِهِ أَبِي بَكْرٍ الَّذِي أُمِنَ بِبَيْعَتِهِ الْخِلافُ , وَعَلَى عُمَرَ صَاحِبِ الْعَدْلِ وَالإِنْصَافِ , وَعَلَى عُثْمَانَ الصَّابِرِ عَلَى الشَّهَادَةِ صَبْرَ النِّظَافِ , وَعَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مَحْبُوبِ أَهْلِ السُّنَّةِ الظِّرَافِ , وَعَلَى عَمِّهِ الْعَبَّاسِ مُقَدَّمِ أَهْلِ الْبَيْتِ وَالأَشْرَافِ.

[جَدِّ سَيِّدِنَا وَمَوْلانَا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بَلَّغَهُ الله ما يرجو وأمنه ما يَخَافُ] .

قَالَ اللَّهُ: {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أنذر قومه بالأحقاف}

الأَخُ فِي الْقُرْآنِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ: أَحَدُهَا الأَخُ مِنَ الأَبِ وَالأُمِّ أَوْ مِنْ

<<  <  ج: ص:  >  >>