للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَبَادِرْ مَا دَامَتِ الْمَعَاذِيرُ مَقْبُولَةً , وَاقْرَأْ عُلُومَ النَّجَاةِ فَهِيَ مَنْقُوطَةٌ مَشْكُولَةٌ , وَافْتَحْ عَيْنَيْكَ فَإِلَى كَمْ بِالنَّوْمِ مَكْحُولَةٍ , وَغَيِّرْ قَبَائِحَكَ الْقِبَاحَ الْمَرْذُولَةَ , يا لها نَصِيحَةً غَيْرَ أَنَّ النَّفْسَ عَلَى الْخَلائِقِ مَجْبُولَةٌ.

سَجْعٌ

وَيْحَ الْعُصَاةِ لَقَدْ عَجِلُوا , لَوْ تَأَمَّلُوا الْعَوَاقِبَ مَا فَعَلُوا , أَيْنَ مَا شَرِبُوا أَيْنَ مَا أَكَلُوا , بِمَاذَا يُجِيبُونَ إِذَا أُحْضِرُوا وَسُئِلُوا {فينبئهم بما عملوا} .

آهٍ لَهُمْ فِي أَيِّ حَزْنٍ مِنَ الْحُزْنِ نَزَلُوا , لَقَدْ جَدَّ بِهِمُ الْوَعْظُ غَيْرَ أَنَّهُمْ هَزَلُوا , مَا نَفَعَهُمْ مَا اقْتَنَوْا مِنَ الدُّنْيَا وَعَزَلُوا , إِنَّمَا كَانَتْ وِلايَةُ الْحَيَاةِ يَسِيرًا ثُمَّ عُزِلُوا , وَانْفَرَدُوا فِي زَاوِيَةَ الأَسَى وَاعْتَزَلُوا , فَإِذَا شَاهَدُوا ذُنُوبَهُمْ مَكْتُوبَةً ذَهَلُوا {فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا} .

مَا نَفَعَتْهُمْ لَذَّاتُهُمْ إِذْ خَرَجَتْ ذَوَاتُهُمْ , لَقَدْ جُمِعَتْ زَلاتُهُمْ فَحَوَتْهَا مَكْتُوبَاتُهُمْ , فَلَمَّا عَايَنُوا أَفْعَالَهُمْ خجلوا {فينبئهم بما عملوا} .

ذَهَبَتْ مِنْ أَفْوَاهِهِمُ الْحَلاوَةُ , وَبَقِيَتْ آثَارُ الشَّقَاوَةِ , وَحُطُّوا إِلَى الْحَضِيضِ مِنْ أَعْلَى رَبَاوَةٍ , وَحَمَلُوا عَدْلَيِ الْمَوْتِ وَالْفَوْتِ وَالْحَسْرَةَ عِلاوَةً , فَأَعْجَزَهُمْ وَاللَّهِ ما حملوا {فينبئهم بما عملوا} .

سَجْعٌ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى

{أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ} اجْتَمَعَتْ كَلِمَةٌ إِلَى نَظْرَةٍ , إِلَى خَاطِرٍ قَبِيحٍ وَفِكْرَةٍ , فِي كِتَابٍ يُحْصِي حَتَّى الذَّرَّةَ , وَالْعُصَاةُ عَنِ الْمَعَاصِي فِي سَكْرَةٍ , فَجَنَوْا مِنْ جَنَى مَا جَنَوْا ثِمَارَ مَا غَرَسُوهُ {أَحْصَاهُ اللَّهُ ونسوه} .

كَمْ تَنَعَّمَ بِمَالِ الْمَظْلُومِ الظَّالِمُ , وَبَاتَ لا يُبَالِي بِالْمَظَالِمِ , وَالْمَسْلُوبُ يَبْكِي وَيُبْكِي

<<  <  ج: ص:  >  >>