للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعنى: {أم حسبت} : أَحَسِبْتَ. وَالْكَهْفُ: الْمَغَارَةُ فِي الْجَبَلِ إِلا أَنَّهُ وَاسِعٌ فَإِذَا صَغُرَ فَهُوَ غَارٌ.

وَفِي الرَّقِيمِ سِتَّةُ أَقْوَالٍ: أَحَدُهَا: أَنَّهُ لَوْحٌ مِنْ رَصَاصٍ كَانَ فِيهِ أَسْمَاءُ الْفِتْيَةِ

مَكْتُوبَةٌ لِيَعْلَمَ مَنِ اطَّلَعَ عَلَيْهِمْ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ مَا قِصَّتُهُمْ. رَوَاهُ أَبُو صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , وَبِهِ قَالَ وَهْبٌ.

وَالثَّانِي: أَنَّهُ اسْمُ الْوَادِي الَّذِي فِيهِ الْكَهْفُ. قَالَهُ قَتَادَةُ وَالضَّحَّاكُ.

وَالثَّالِثُ: أَنَّهُ اسْمُ الْقَرْيَةِ الَّتِي خَرَجُوا مِنْهَا. قَالَهُ كَعْبٌ.

وَالرَّابِعُ: أَنَّهُ اسْمُ الْجَبَلِ. قَالَهُ الْحَسَنُ.

وَالْخَامِسُ: أَنَّ الرَّقِيمَ الدَّوَاةُ بِلِسَانِ الرُّومِ. قَالَهُ عِكْرِمَةُ.

وَالسَّادِسُ: أَنَّهُ اسْمُ الْكَلْبِ. قَالَهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ.

وَمَعْنَى الْكَلامِ: أَحَسِبْتَ أَنَّ أَهْلَ الْكَهْفِ كَانُوا أَعْجَبَ آيَاتِنَا؟ قَدْ كَانَ فِي آيَاتِنَا مَا هُوَ أَعْجَبُ مِنْهُمْ.

{إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إلى الكهف} أَيْ جَعَلُوهُ مَأْوَى لَهُمْ. وَالْفِتْيَةُ: جَمْعُ فَتًى , مِثْلُ غُلامٍ وَغِلْمَةٍ. وَالْفَتَى: الْكَامِلُ مِنَ الرِّجَالِ.

وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي بَدْءِ أَمْرِهِمْ وَمَصِيرِهِمْ إِلَى الْكَهْفِ عَلَى ثَلاثَةِ أَقْوَالٍ:

أَحَدُهَا: أَنَّهُمْ هَرَبُوا لَيْلا مِنْ مَلِكِهِمْ حِينَ دَعَاهُمْ إِلَى عِبَادَةِ الأَصْنَامِ , فَمَرُّوا بِرَاعٍ لَهُ كَلْبٌ فَتَبِعَهُمْ عَلَى دِينِهِمْ , فَأَوَوْا إِلَى الْكَهْفِ يَتَعَبَّدُونَ. قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ.

وَقَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ: فَقَدَهُمْ قَوْمُهُمْ فَطَلَبُوهُمْ , فَعَمَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَمْرَهُمْ , فَكَتَبُوا أَسْمَاءَهُمْ فِي لَوْحٍ: فُلانٌ وَفُلانٌ أَبْنَاءُ مُلُوكِنَا فَقَدْنَاهُمْ فِي شَهْرِ كَذَا فِي سَنَةِ كَذَا فِي مَمْلَكَةِ فُلانٍ: وَوَضَعُوا اللَّوْحَ فِي خَزَانَةِ الملك.

<<  <  ج: ص:  >  >>